Ratings2
Average rating4.5
في نهاية الكتاب, العام 1914, يقول دميان لصديقه سنكلير: "ستقع الحرب حتماً.. ولكن سوف ترى يا سنكلير أنها لن تكون سوى البداية. لربما ستكون حربا كبيرة كبيرة, لكنها أيضا لن تكون سوى البداية. إن زمنا جديدا يبدأ, وسيبزغ منه عالم جديد مخيف. مخيف لأولئك الذين لا يزالون مرتبطين بالماضي. وأنت, ما الذي ستفعله؟" كتب هيسه رواية "دميان" بنثر ملتهب وهو في أوج نضوجه. إنه كتابٌ صغير الحجم, ولكن الكتب صغيرة الحجم هي التي تتمتع غالبا بالديناميكية الأكثر غنى. ومن الواضح أن هيسه قد أدرك أن عمله هذا إنما يتخذ سمة كونية.هذا ما يشهد عليه العنوان الفرعي للرواية والمبهم: "حكاية شباب". مبهم لأنه قد يشمل حكاية شباب بالمعنى الفردي, وكذلك حكاية جيل من الشباب. ولم يشأ هيسه أن تصدر الرواية حاملة إسمه, بل اختار لتوقيعها إسما مستعارا هو "سنكلير" المقتبس من عالم "هولدرلن", ولم يضع توقيعه عليها إلا منذ طبعتها العاشرة. كانت "دميان" رواية لمست عصب المرحلة بدقة مثيرة, وصورت بحس معرفي صورة شبيبة بأكملها اعتقدت أنه قد نهض من بين صفوفها ذلك البطل الذي تجسدت فيه آمالها الأكثر عمقا.
Reviews with the most likes.
بعد قراءة هذه الرواية , قمت بوضع كل كتب المؤلف الأخرى على لائحة قراءتي . رواية رائعة لاأظن أنني سأتجاوزها يوماً .دميان . تبحث في فلسفة الخير و الشر , في المباديء التي تقوم على أساسها حياة البشر . في الرغبة بالعيش وفقاً لمبادئ ربما كانت تتعارض مع ما اعتاد عليه الناس و ألفوه .تبدأ الرواية مع سنكلير ,طفل يرى ذنوبه الصغيرة عبئاً يؤرقه و يسرق نومه ليلاً , ذنوبه التي لا تتجاوز الكذب أو سرقة بضع قطع نقدية . ذنوب تجعله يشعر بأنه لا ينتمي لعائلته و لمنزله شبيه المدينة الفاضلة . فهذه الذنوب بالنسبة إليه مهلكة و كافية لإخراجه من عالم الفضائل .يعيش الفتى في دوامات من الضياع و الخوف إثر كل ذنب يرتكبه , وهو لايدري أنه نظرته لهذه الذنوب كلها ستتغير . بل أن عالمه كله سيتغير عندما يلتقي بذاك الفتى الغامض . دميان . ومن هنا يبدأ جمال الرواية .دميان . من الروايات التي تستمتع بالحوارات التي فيها أكثر من الأحداث , فهي لا تعج بالأحداث و الدراما , بل هي رواية مركتكزة على قوة الحوارات و الأفكار المطروحة , ففيها جمل قرأتها أكثر من مرة لجمالها أو لعمق فكرة أراد المؤلف إيصالها , وهذا بالضبط نوعي المفضل من الكتب .مما أعجبني : الذين هم مثلي و مثلك وحيدون جداً ولكن مازال لدى كل منا زميله الآخر . إن لدينا الرضا السري عن كوننا مختلفين متمردين , راغبين في غير المألوف.كل شيء بدا وكأنه يمشي حسب نمط قديم , كل إنسان كان يفعل الشيء ذاته . و البهجة المفتعلة على الوجوه الولادية كانت تبدو بشكل مفجع فارغة و مسبقة الصنع. ولكن أنا , على الأقل.كنت حراً.الروح الحقيقية ستنرز من المعرفة التي يملكها الأفراد المنفصلون كل منهم عن الآخر .لقد كان من المفرح أن تكون حياً.أخيراً , دميان من الكتب التي سأعود لقراءتها مرات أخرى مستقبلاً . رواية ممتازة و أنصح بقراءتها جداً .