أحلام؟ خيالات؟
قصص قصيرة أظهرت لنا إبداع كاتبها ومدى إتساع ثقافته وقدرته على التعبير عن أفكاره من خلال الكلمات ، لطالما كانت القصة القصيرة كما هي الأفلام القصيرة في السينما التي تبرز لنا مثل هذه المواهب.
قرأت في إحدى مراجعات الجوودريدز أن القارئ النبيه سيجد في هذه الأحلام أفكاراً جادة من واقع/لا واقع حياتنا اليومية وأما غيره لن يجد سوى أضغاث أحلام؛ في الوقت الذي أجدني أتفق تماماً مع ما قيل إلا أنني وجدت ذلك جلياً -وإن كانت هذه الاسقاطات والتأويلات جلها شخصي- في أغلبها لكن كان بعضها بالنسبة لي كان كأكثر أحلامي لا أفهمها وأنساها بمجرد استيقاظي من النوم.
الأبله!
ربما يكون وصف «أوجين بافلوفتش» هو أدق وصف يمكن أن يوصف به «الأمير ميشكين» بقوله:
” إنني لا أرى رأي أولئك الذين يعدونك أبله. حتى إنني أستاء حين أسمع كلامهم. إنك أذكى من أن توصف بهذه الصفة. ولكن لا بدّ أنك تسلّم أنت نفسك بأن فيك غرابة تميزك عن الناس كافة. “ ... هذا الأنموذج الذي أراد دوستويفسكي أن يقدمه كشخصية مثالية بطيبته وصدقه وعفويته وتسامحه هذه الصفات التي تتواجد فيه وتغيب عن عموم المجتمع الذي يحيط به الشيء الذي يجعله مختلفاً عنهم مبايناً لهم ... الذي يجعله “أبلهاً” بالنسبة إليهم!
دوستويفسكي قدم تحليلاً نفسياً بارعاً للشخصيات الكثيرة المختلفة بطريقة سرد جميلة جداً — قد تكون مملة أحياناً إلا أنّه برع فيها وأتقنها.
الجزء الأول : ( ٣ / ٥ ) — الجزء الثاني : ( ٤ / ٥ ).
كانت تجربة جديدة جيدة جداً مع هذه الرواية ، أول مرة أجرّب الاستماع إلى الكتاب الصوتي والقراءة في آن واحد :)
___
حينما نلقي نظرة على الواقع السياسي، سنجد أكثر ما تنبأ به أورويل حاصل فعلاً؛ تزييف التاريخ ، السيطرة الإعلامية ، المراقبة المكثفة ، النزعة نحو المادية ...
فالمجتمع الذي يصوره أورويل مجتمع بلا روح ، أشبه بالموتى بل أعظم من ذلك!
الرواية بالمجمل جيدة جداً وإن أحسست بالملل في بعض أجزائها خصوصاً لما بلغت منتصفها لكنها تحسنت تدريجيًا حتى نهايتها.
قصة قصيرة من الأدب الياباني جميلة جداً أنصح بقراءتها وكذلك مشاهدة الفيلم الرائع Rashomon (1950) المبني على أحداث هذه القصة للمخرج المبدع أكيرا كوروساوا.
قصة تحكي عن تلك الأهواء التي تسكن داخل النفس البشرية التي تشكل أنانيته ، عن تلك “الحقيقة” التي يدعي كل راوٍ أنه يرويها. عبقرية لامستها في الفيلم أولاً ثم في القصة ثانياً ... الكاتب يجعل القارئ متلقٍ لتلك الروايات ليحكم هو بنفسه عليها من أعماق نفسه وفق رؤيته لها دون أي مؤثر خارجي!
” أما والذي نفس سلمان بيده ، لو وليتموها عليّاً لأكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم ، ولو دعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء ، ولو دعوتم الحيتان من البحار لأتتكم ، ولما عال ولي الله ، ولا طاش لكم سهم من فرائض الله ، ولا اختلف اثنان في حكم الله ، ولكن أبيتم فوليتموها غيره ، فأبشروا بالبلايا واقنطوا من الرخاء ، وقد نابذتكم على سواء ، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء “
هنا قطبٌ من أقطابِ العلم والفقاهة ، يملأ صوته أرجاء الفكر فيعرج به نحو سماءِ المعرفة ... ويبحر به بين شطآن مقامات وفضائل سادة الخلق صلوات الله وسلامه عليهم ، بعيداً عن لوث الفكر ومرض القلب. محارباً به أربابَ التشكيك وتلك الأفكار الضالة والأفهام السقيمة المنحرفة التي لوثتها ودنستها الأفكار المادية وحرفتها عن فطرتها ليحفظ لنا هذه العقائد الحقة عن عبث المشككين وأرباب الضلال والمنحرفين.
~ كتابٌ يحتاج إلى صفاء ذهن وتأمل :)
المصمم الأعظم للدكتور حسن اللواتي ، دراسة نقدية لكتاب ستيفن هوكنج : التصميم العظيم. استعرض فيه المؤلف الأفكار الأساسية لكتاب التصميم العظيم.
يبدأ الكاتب فصوله النقديّة بمقدمة منهجية في البحث المعرفي وأنه لابد لنا من طرح السؤال المناسب والوسيلة الصحيحة لنصل بذلك إلى النتيجة الصحيحة. ثم يفصّل البحث في حاكمية العقل على حاكمية القانون وأنّ الحقيقة للعقل وليس للتجربة والنماذج التجريبية. فالقانون العلميّ لا يتم إلا بقانونين بديهيين عقليين ضروريين يتم إدراكهما بالعقل مباشرةً هما: قانون السببية وقانون استحالة اجتماع النقيضين.
ويستمر البحث مروراً بفصل جميل جداً يحمل عنوان: “الإرادة الحرة ، هل الوجود منحصر بالمادة ؟” ، بحث فيه الكاتب الإرادة الحرة للإنسان ومبدأ الحتمية والذي قادنا لننتهي فيه بمناقشة «هل في وجود الإنسان بعد غير مادي أو أنه لا يتجاوز المادة وتفاعلاتها؟».
ثمّ يجيب على السؤال: “هل نشأ الكون من العدم؟” مستعيناً بالمبادئ العقلية التي فصل الحديث عنها في بداية الفصول النقدية.
« إن الفراغ الكمي والتذبذبات الكمية ليست نهاية المطاف، ولا يمكنها أن تضع السؤال عن الحاجة للخالق جانباً لمجرد طرح أنّ تلك التذبذبات قد نتج عنها كون مادي؛ فتلك مجرد آلية وليس تفسيراً عن السبب الموجد للعملية برمتها كيفما كانت آليتها التفصيلية ».
وأخيراً يوجز الكاتب الجواب على “لماذا نحتاح للخالق” بذكر عدة آراء ومناقشتها كـ “برهان النَظْم” و”مفهوم الحدوث والقدم” و”إمكان ووجوب الوجود” “وبرهان الصديقين”.
الكتاب كتب بلغة جميلة خالية من التعقيدات ، وأسلوب مبسط يجعله في متناول القارئ الكريم.
* آخر جزء من الكتاب كان يحوي تعليقات على بعض المواد الفلسفية وشرح لها لـ الدكتور محمد رضا اللواتي.
شكراً جزيلاً :)
رائعة، واجهت بعض الصعوبة في قرائتها خصوصاً في بداية الأمر مع طبعة دار الجمل الرديئة جداً من حيث الترجمة والتنسيق لكن ما إن استبدلتها بترجمة طلعت الأيوبي حتى باتت القراءة ممتعة ...
الأحداث الشيقة ، فلسفة الحسن الصباح ، الوصف التاريخي لقلعة آلموت ، تفاصيل حياة الفدائيين ، عناصر أضفت على الرواية بعداً جميلاً وأخرجتها في أبهى صورة وكانت ستستحق العلامة الكاملة لو أنهاها الكاتب ولو بشكل مختصر حول مصير الصباح سيد آلموت !
حياة الميرزا كوجك خان، الثائر الإيراني المسلم، حياة مليئة بالمبادئ والكفاح والجهاد ضد الاستعمار الأجنبي البريطاني والهيمنة الروسية في إيران. تلك المبادئ الإنسانية التي قامت عليها ثورة الغابة (۱٩۱٤-۱٩٢۱م).
صدّر الكاتب كمال السيد الكتاب ببحث مختصر حول المشهد السياسي الإيراني متحدثاً عن حركة جمال الدين الإفغاني والحركة الدستورية (المشروطة) وما جرى من اختراق لها من قبل المستعمر البريطاني. ثم فصول أربع فُصّل فيها أحداث ثورة الغابة ومسارها والعوامل التي أدت إلى نهايتها بعد أن هوى قائدها وسط ثلوج مرتفعات (خلخال).
الكتاب جميل جداً ويؤرخ لفترة زمنية قد تكون مجهولة لكثير منّا، غنيّ بالمعلومات التاريخية والهوامش الكثيرة التي تشتت ذهن القارئ.
الولاية التكوينية بين القرآن والبرهان ، بحث مهم حول أحد الثوابت العقائدية لـ العلامة السيد ضياء الخبّاز -حفظه الله-.
بدأ السيّد بحثه الشيّق بتوضيح مفهوم اصطلاح (الولاية التكوينية) وبيان مراتبها وحقيقتها والأدلة الإثباتية والثبوتية والعديد من البحوث والمواضيع المرتبطة بها.
كل ذلك يعالجه بأسلوب واضح وبيان بديع رائق والتفاتات لطيفة تفيد القارئ وتزيد من معارفه.
يقول عنه آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني دام ظله: “ وقد أجاد في كتابة ما تصدى إلى تحقيقه في هذه المسألة واستيعاب ما يكون مرتبطاً بها والاحاطة بتفاصيلها ودقائقها بما لها من المطالب الشرعية والفلسفية و... فاسبغ عليها حلة زاهية وجمع بين حلاوة البيان ودقة المطالب ذلك من نعم الله وآلائه التي حقيق بأن يغبط عليها فليشكر الله على ما أعطاه من الموهبة العظيمة والمقدرة العلمية “.
“كنت أظن بأنّ الحياة والموت عالمان منفصلان بينهما حدود واضحة، لكنني الآن أعرف بأنهما متلاحمان ينحتان بعضهما البعض. الواحد يسقي الآخر كأسه.”
مؤلمة؛ لا أدري ماذا لعلي أكتب حول الرواية أكثر من هذه الكلمة ... (سنان أنطون) كان مبدعاً وقاسياً في روايته ووصفه لـ مشاهد الموت والدمار الذي حلَّ بالعراق وعصف به وتلك المآسي والمحن التي تجرعها شعبه طوال السنوات الماضية.
- عملٌ أنصح بقراءته -
عملٌ أدبي بديع! ... يوسف زيدان كان مبدعاً في: تكوينه بنية هذه الرواية الأدبية وحبك أحداثها ، دقة وصف الأماكن التاريخية ، والدخول في عمق النفس الإنسانية -لـ هيبا- وصياغة حواراته مع نفسه أو من صاحبه والتقى به - تلك الحوارات التي كان يحدث فيها هيبا نفسه كانت رائع جداً جداً.
الرواية كانت غزيرة بالمعلومات التاريخية ، واطلعت من خلالها على بعض جوانب الصراعات الدينية التي كانت قد حدثت في تلك الحقبة الزمنية.
كانت هنالك الكثير من الصور والمشاهد المبدعة لكن أجملها كانت لحظة دخول هيبا إلى الإسكندرية ووصفه لها ، لقاءه بنسطور في اورشليم وحديثه معه ، وكذلك بعض المشاهد البديعة لهيبا في ذلك الدير الذي استقرّ فيه.