Ratings1
Average rating5
في مطلع الخمسينيات، فتاتان في نهايات المراهقة يراهما المارّة في شارع قصر النيل وسط القاهرة أمام فيترينات "النوفوتيه"؛ إحداهما شقراء صارخة الجمال والأخرى مليحة سمراء، كأنّهما مارلين مونرو وجين راسل في "الرجال يفضلون الشقراوات"... بعد سنوات قليلة ستصير الشقراء من نجمات السينما بالفعل، ستشتهر باسم نادية لطفي، وتصنع لنفسها تاريخًا مميزًا على المستوى العربي. لكن تُرى أين ذهبت صديقتها السمراء؟ في مطلع التسعينيات وبعد أن تقاعدت نادية لطفي عن أدوار البطولة، تسير شاعرة صغيرة مغتربةً في شوارع المدينة ذاتها وقد زال عن المدينة بريق "العصر الذهبي"، وتجد على إحدى فرشات الكتب القديمة رواية بعنوان "الحبّ والصمت" لكاتبة لم تسمع بها من قبل تُدعى عنايات الزيات، يعود تاريخ صدورها إلى أكثر من ربع قرن. تنفض الغبار عن الكتاب وتشتريه. تعرف بعدها أن عنايات –التي ماتت منتحرة قبل صدور روايتها– لم تكن سوى صديقة قديمة لنادية لطفي. وبعد عشرين عامًا أخرى ستصبح الصغيرة شاعرةً مرموقة وأستاذة للأدب العربي بإحدى جامعات كندا، وفي جعبتها لا يزال الكتاب القديم نفسه، وهاجس حول تلك الروح المتمردة التي انتحرت في وهج شبابها، يظلّ مُلحًّا كتهديد خفيّ، ويتركها أمام سؤال حول المنعطف الذي يقود إلى هكذا قرار. في ثاني إصداراتها، تستضيف سلسلة "بلا ضفاف" المغامرة الكتابية الجديدة لإيمان مرسال، في أثر عنايات الزيات؛ حيث تتبع الشاعرة مشروع كاتبة متفرّدة أجهضته ظروف وقوانين جائرة. بالبحث الميداني، والغوص في أرشيفات القضايا والصحف، وبلقاءات مُكثفة مع أقاربها ومن عرفوها، لا سيما الفنانة الكبيرة نادية لطفي، وبسرد يمزج الاستقصاء بالتقنيات الروائية. رحلة تُعيد الألوان الطبيعية –غير المبهجة دائمًا- للكثير من الحكايات الصغيرة لتضيءَ الملامح الواقعية لوجه "العصر الذهبي" الغارق في نوستالجيا الأبيض والأسود
Reviews with the most likes.
يا لها من رحلة إنسانية مركبة قصصيآ و محبكة دراميآ و مليئة بالمفارقات و العبر.
السرد مشوق يتخلله مشاهد لطيفة قصيرة من حياة الكاتبة.
أهم أثر يمكن الخروج به من الكتاب هو عن معنى الإنسان اتجاه المجتمع المحيط و تأثره القوي به بالمقابل.
مهما كانت عنايات فتاة غير منتمية لشلة او مجموعة او سياق ثقافي في زمنها و منطوية على حياتها التي اخترتها هي بانتقاء، يبقى أثرها كبير في ذاكرة أصدقائها و معارفها سواء أثناء حياتها أو بعد رحيلها.
إيمان مرسال أعطت وعدا لعنايات بداية من عنوان الكتاب بزرع أثر لها في ذاكرة مئات القراء لعقود لاحقة، و نجحت في ذلك.