كنت أشعر دائمًا أَنّ بابًا يُفضي إلى مكتبة من خلفه، ليس بابًا عاديًا، إنّه بابٌ يفتح على المُطلَق، وعلى الحياة الأخرى الأكثر إدهاشًا وغموضًا وسحرًا. إنّه بابٌ يفصل بين حياتين، بين حياة تافهة ساذجة، وبين حياة جادّة نابهة. لكأنّ الباب هو البرزخ بين هاتين الحياتين، وعليه فإنّه من اللائق أن تخلع عنك تفاهتك قبل أنْ تخطو الخُطوة الأولى عبر هذه البوّابة، وتلبس لِباس الرّهبان المقيمين في حضرة الصلوات الطاهرات.
Reviews with the most likes.
الآن تُعرضون عَلى الله ... ❤ رمضان 2018 ❤———————————يحدث أن نقرأ كتاباً فنحبه , و يسهل علينا كتابة مراجعته , و يحدث أن نقرأ كتاباً و نكرهه , و يسهل علينا أيضا الكتابة عنه . الكتب الي ترهقني , هي الكتب التي أضعها في تلك المنظقة الرمادية بين ما أحب من كتب و ما أكره , في تلك المنطقة كانت تسعة عشر.رواية الدكتور أيمن العتوم الجديدة , تتحدث عن رجل يستيقظ في القبر ليجد نفسه يعيش حياة البرزخ , الفترة الزمنية الواقعة بين موت الإنسان و عرضه على الله سبحانه وتعالى يوم القيامة . بمجرد ماعلمت أن القصة الأساسية تدور حول هذا العالم , قررت أن أقرأ الكتاب فوراً , فأنا لا أذكر أني قرأت كتاباً تحدث عن هذه الفكرة المثيرة من قبل , و هذا كان أول ما أعجبني و لفت نظري في الكتاب .سأتجنب الحديث عن أية أحداث فيها حرق للرواية و سأكتفي بذكر ما أحببت و ما لم أحب ..ما أحببت :* فكرة الرواية كما ذكرت فكرة جديدة و مثيرة للاهتمام * الأبيات الشعرية التي أوردها الدكتور أيمن في الكتاب كانت جداً رائعة , كانت اختياراته جميعاً موفقة و مناسبة للجو العام للرواية* لغة الدكتور أيمن العتوم لغة ساحرة تخطف الأنفاس , وهذا مما لا عجب فيه نظراً لأنه يحمل شهادة الدكتوراه في اللغة العربية * نحن القراء نحب أن نقرأ عن الكتب و القراءة و المكتبات , أعجبني جداً ذكر القراءة في الكتاب , و في عالم البرزخ جتى * أعجبني مشهد موت الرجل في الرواية , لقد خطف أنفاسي و جعلني أتوقف عن القراءة لأفكر , أفكر في اللاشيء و في كل شيء , وجدته من أجمل المشاهد التي قرأتها في أي كتاب على الإطلاق .* آخر جملة في الكتاب . أستطيع أن أقول أنني يمكن أن أضع الكتاب في كفة , و آخر جملة فيه في كفة , و ترجح كفة الجملة الأخيرة . لقد كان تأثيرها عليي قوياً بدرجة لم أكن أبداً مستعدة لها ... الآن , تعرضون على الله .. !نجمة كاملة فقط لهذه الخاتمة الرائعة.ما لم يعجبني :* الإسهاب في التشبيهات والصور الفنية و الجمالية , فالكثرة من أي شيء تفسده مهما كان جميلاً , برأيي كان يمكن أن يقلل من الجماليات في اللغة , فالجمل العادية الخالية من الفن لا يعيبها شيء!.* في رحلة الرجل في عالم البرزخ , يلتقي فلاسفة و شعراء و سياسيين , برأيي لم يكن هنالك داعٍ لكل الشخصيات التي ذكرت , خاصة أنها شخصيات تنتمي لأكثر من تصنيف , فلو اقتصر الذكر على الشعراء و الكٌتّاب فقط لوجدت الأمر أفضل , فكثرة الشخصيات و تنوعها جعلتني أشعر أنني داخل محاضرة تاريخ أو ما يشبه ذلك , وهذا أبعدني بشكل أو بآخر عن موضوع الرواية الأساسي .. الحياة في البرزخ* كنت أحب لو أعطى الكاتب للشخصية أبعاداً تعرفنا بها أكثر , لم أستطع أن أفهم لماذا حصل مع الرجل كل ما حصل في البرزخ , لأنني لا أعلم كيف كانت حياته في الدنيا , طوال فترة قراءتي للكتاب كنت أشعر أن الشخصية مجرد رجل , أو شخصية ضبابية لا يوجد فيها شيء شخصي .* شعرت أن أحداث الرواية كانت تسير بخط مستقيم , لاشيء فيها غير متوقع أو مفاجيء أو غيره , برأيي , كان يمكن أن يضاف بعض السحر على الرواية لإعطائها أبعاداً أكثر , بدلأ من أن تكون مجرد تسلسل للأحداث.كانت هذه تجربتي الثالثة تقريباً مع الدكتور أيمن العتوم , و أستطيع القول أنها تجربتي المفضلة .. شكراً دكتور أيمن , روايتك كانت نعمة من نِعَمِ رمضان ^^ ❤ ❤ !—————————مما أعجبني من اقتباسات :* و أنا أحلم بحياة أخرى , بمجد آخر , يمتد إلى حيث ينتهي كل شيء ولا ينتهي . يموت كل شيء ولايموت . القلوب العامرة بالأحلام المستحيلة لا يمكن أن تذبل.* لعمرك إنها لا تضيق اللغة , ولكن يضيق معجم من يستخدمها , فهي عمم , و لجج خضم , من أي ناحية جئتها وجدت الماء .* يا بني , إن أثر الله في كل شيء , تراه ولا تراه , و إنها لا تعمى الأبصار , و لكنها تعمى القلوب التي في الصدور , فإن أردت أن تعرفه , فلتنظر في قلبك.* أنا كلي لك , فكن لي .* كنت أشعر دائما أن باباً يفضي إلى مكتبة من خلفه ليس باباً عادياً . إنه باب يفتح على المطلق . و على الحياة الأخرى الأكثر إدهاشاً و غموضاًو سحراً.