قميص يوسف

أنهيت الرواية في ساعتين تقريباً , هي من الكتب التي تملك فكرة جميلة , ولكن صاحبها فشل في صياغة و تأليف قصة تليق بهذه الفكرة .
تتحدث الرواية عن سجين في معتقل , يكتب مذكراته على قميص هو كل ما وجد للكتابة عليه أثناء فترة سجنه , وما يكتبه لا يتعدى اليوميات العادية جداً .
بدون حرق للأحداث , هذه فكرة الرواية .

أما الجزء المتعلق بالحرق ...
بطل الرواية يوسف , سجين يكتب قصة حياته على قميص , نكتشف في آخر القصة أن السجن ماهو إلا عتمة قبره التي منها يروي أحداث حياته , هذه كانت أول مفاجأة لي في آخر الكتاب , أول فكرة أعجبتني .من الأحداث التي يرويها يوسف , أحداث تركه قريته و اتجاهه للعيش في المدينة لظروف عمله , و لقائه هناك بفتاة تدعى مي , يغرم بها و يتزوجها ويعيشا معاً حياة جميلة تكاد تكون خالية من أي منغصات , إلى أن تأتي المفاجأة الثانية .تكمن المفاجأة الثانية في أهمية وجهات النظر في هذه الحياة , فكلّ منا يعيش حياته ظاناً أنه على الطريق القويم , وكل من لا يوافقه فهوعلى الطريق المعاكس . نعيش حياتنا ونقيّد من حولنا بالحكم على أفعالهم و أقوالهم و نضعهم في قوالب نحنا جبلناها بأفكارنا , ولا ندري أن الحقيقة في معظم الأوقات تكون مختلفة تماماً عما رسمناه . أعجبتني جداً فكرة وجهات النظر المختلفة للحكم على موقف مي من طليقها , حيث ظن يوسف أنها خانته , وتركها ورجع إلى قريته , في حين كان هي بريئه من حكمه , واكتفت بأن طلبت الطلاق دون حتى أن تبرّر موقفها.من الشخصيات الموجودة في الكتاب شخصية السواد الأعظم , هو شاب يراسله يوسف بشكل شبه يومي , مزوداً إياه بتفاصيل يومه , وشاكياً له أوجاعه و مايقلقه , نكتشف في آخر الرواية أن السواد الأعظم ماهو إلا يوسف نفسه , الذي يلقب نفسه إلكترونياً بالبياض الأعظم , فنىرى أن الشخصيتان هما انعكاس لما يعيشه يوسف في نفسه من تخبط وحيرة , فتارة يكون صاحب التقوى و الورع , الناصح الذي مهمته هي أن ينصح السواد الأعظم , وتارة أخرى يكون هو السواد الأعظم , بكل ما تحمله تلك الشخصية من انحراف عن الطريق القويم.

للأسف , تلك الأفكار لم توظف بالشكل الصحيح و لم تعطى حقها , فبالنسبة إلي , الكتاب كان يستحق نجمة واحدة لا أكثر ,إلي أن جاء كل ما أعجبني في الرواية آخر 40 صفحة ليكسب الرواية نجمة أخرى.