حكايات من ضيعة الأرامل ووقائع من أرض الرجال

بعدما يرغم رجال قرية ماريكيتا على ترك منازلهم و الالتحاق بصفوف الثوار , تصبح القرية سكناً للنساء فقط , نساء كان يجب عليهن أن يسلّمن بالأمر الواقع و يجدن طريقة للحياة من بعده .. قريتهن صارت ضيعة للأرامل و العوانس فقط .

نرى في هذا الكتاب رحلة النسوة في التحول من نساء محكوماتٍ من قبل رجال , إلى نساء يحكمن أرضاً خاصاً بهن , فهو يعرض عملية التغيير التي تطرأ على قرية خالية من الرجال على مدى سنوات من بعد رحيلهم , وكيف ستستطيع النسوة تكوين مجتمع أنثوي بحت من دون مساعدة الجنس الآخر .

بالإضافة للنساء , يروي الرجال بعض القصص و الأحداث التي مروا بها أثناء فترة الحرب على شكل فصول قصيرة في الرواية . أعجبتني هذه الفصول التي كانت تأخذني بعيداً عن القرية لأرى التحول في عيون الرجال أيضاً.

أذكر أنني عندما قرأت سيّد الذباب , كنت أفكر فيما ستكون عليه أوضاع الجزيرة إذا كان من عليها فتيات بدلأ من الفتية , و على الرغم من الفرق الكبير في عمر أبطال الكتابين , إلا أنني استطعت أن أجد جواباً لسؤالي في هذا الكتاب , فقد بيّن لي ما يمكن أن تكون عليه أوضاع دولة تعيش فيها و تحكمها نساء فقط , الأمر الذي وجدته ممتعاً و نوعاً ما مقنعاً وواقعياً .

على الرغم من التحفظات التي كانت لدي على بعض أحداث الرواية , و التي لن أذكرها لعدم حرق الأحداث , إلّا أنني أحببت هذا الكتاب , وعشت معه رحلة فريدة و غريبة تجعلني أستطيع ترشيحه لأيّ كان .