الدول الغنية والسياسات الفقيرة وتهديد العالم النامي
تقول الأكذوبة إن بريطانيا تبنت سياسات التجارة الحرة في القرن الثامن عشر، فسبقت غيرها من دول العالم سبقا كبيرا، وبات تفوق هذه السياسات واضحا للعيان بحلول منتصف القرن التاسع عشر بفضل النجاحات الاقتصادية المؤزرة التي حققتها بريطانيا فبدأت الدول الأخرى في تحرير تجارتها، واتباع سياسة "دعه يعمل دعه يمر" محليا، وتقليل الحواجز أمام التدفق العالمي للسلع ورأس المال والعمالة، وتلت ذلك فترة رخاء غير مسبوقة. ثم بدأت الأوضاع تتدهور بعد الحرب العالمية الأولى . فانتفضت دول العالم عن اتباع هذه السياسات، ثم أعيد تنظيم الاقتصاد العالمي بعد الحرب العالمية الثانية وفقا لخطط أكثر ليبرالية، بقيادة من الولايات المتحدة لا بريطانيا. واعتبارا من ثمانينيات القرن الماضي تخلت أغلب دول العالم عن السياسات غير الليبرالية بعدما أثبتت "معجزات" شرق آسيا الاقتصادية أن تحرير التجارة هو الحل الأمثل للتنمية الاقتصادية. ها-جوون تشانج يثبت لنا أن هذا التاريخ كله مكذوب ، وعبر كتابه هذا، يضع بين أيدي قرائه التاريخ الحقيقي: فلا اليابان حققت مجدها بفتح أسواقها أمام المنافسين، ولا كوريا الجنوبية فعلت هذا ، ولا ألمانيا، بل إنجلترا وأمريكا نفسيهما لم تفعلا ذلك.
Reviews with the most likes.
There are no reviews for this book. Add yours and it'll show up right here!