حتى الملائكة تسأل

في رمضان الماضي , قررت أن أبدأ بقراءة كتاب يتحدث عن الإسلام في ذات الشهر , وكل رمضان بعده .
في ذاك الشهر من العام الماضي , قرأت الإسلام بين الشرق والغرب وكان فيه كل ما أحببت من منطقية وموضوعية في عرض جوانب عديدة من جوانب هذا الدين العظيم .
في شهر رمضان الحالي ,قررت أن أبحث عن كتاب يتحدث عن الإسلام بصورة موضوعية مبسطة وسهلة عن الفهم , فأنا لست عالمة ولا مختصة في أمور الإسلام , أنا فقط في مرحلة من مراحل حياتي حيث أرى دراسة الدين الإسلامي شغفاً ينمو بداخلي يوماً بعد يوم .
وجدت هذا الكتاب صدفة و قررت قراءته في رمضان , وكان فعلاً من أروع الكتب التي قرأتها على الإطلاق . الكاتب هو جفري لانغ , شاب تحول في مراحل حياته المتعددة من المسيحية ثم الإلحاد ثم الإسلام و قد وضع في هذا الكتاب تجربته الشخصية في اختيار الإسلام , وما واجهه في صعاب وتحدّيات خاصة في كونه يعيش في دولة غير مسلمة , وكون الجالية الإسلامية في بلاده كان لديها مشاكلها الخاصة التي تجعل المعتنق الجديد في حيرة من أمره بدلاً من مؤازرته والوقوف بجانبه .
أستطيع القول بأنني لن أرى الحياة في بلاد غير مسلمة بنفس الصورة التي كنت أراها من قبل مرة أخرى , فالكتاب جعلني أرى الجانب الذي لا يعرف في الأفلام و لا في المسلسلات التي أشاهدها , الجانب الذي فيه تنقل الفتاة إلى المشفى بعد معاناتها بطش زملائها في المدرسة لمجرد أنها ترتدي اللباس الإسلامي . أو الجانب الذي تترك فيه عائلة كاملة الإسلام لما تعانيه من تفكك وازدواجية في معايير الحياة , فالتحدي الحقيقي كما يقول الكاتب , هو أن يكون الشخص هناك مواطناً صالحاً و مسلماً يطبق تعاليم دينه في نفس الوقت .

من المواضع التي أعجبتني جداً في الكتاب , الفصل الذي تحدث عن كل ركن من أركان الإسلام بالتفصيل , فهناك شيء ساحر فعلاً في القراءة عن هذه الأركان من شخص كان يوماً ما ملحداً , وامتلاك الفرصة في خوض تجربته في الصلاة لأول مرة , و الحج لأول مرة وتأدية بقية الأركان .

في النهاية , أقول أن هذا الكتاب من أجمل الكتب التي يمكن أن تقرأها في حياتك , صحيح أنني قمت باستعارته من المكتبة إلا أنني بعد قراءته قررت شراء نسختي الخاصة , فهو من الكتب التي لا غنى عن الرجوع إليها وقراءة مافيها مرة ثانية وثالثة.

اقتباسي المفضل من الكتاب :
لقد قرأت القرآن بنفسي و اصطرعت معه وحاولت مجادلته , ولكنني في النهاية لم أملك إلا أن أستسلم له. لقد استسلمت لله الواحد الأحد الذي عرفته ووثقت به من خلال قراءتي لكتابه. وعلى هذا فأنا ببساطة لا أستطيع أن أتخلى عن كل ذلك .