في العالم الآخر، ينادي حورس ملوك مصر واحدًا تلو الآخر، بدءًا من مينا، موحد الشمال والجنوب، وانتهاءً بأنور السادات. يستدعيهم للمثول أمام أوزوريس في مملكته، حيث يخضعون لمحاكمة وفق معتقدات المصريين القدماء. يدخل الملك، يعرض حججه، ثم يصدر أوزوريس حكمه: نجاة أو هلاك، بناءً على أعماله في حياته، وبالأخص ما قدمه لمصر.
الفكرة بدت لي فريدة؛ فأي قصة تدور في عالم أسطوري، بعد الموت، حيث تنتهي معرفتنا، لا بد أن تكون مثيرة للفضول. ومع ذلك، أجد صعوبة في تقييم الرواية، إلا أنني استمتعت بقراءتها، رغم أن بعض أجزائها أثارت غضبي. فقد طُرحت إنجازات بعض الملوك في صورة بطولية رغم جدليتها، في حين عولجت محاكمة آخرين، مثل أخناتون وتوت عنخ آمون، بطريقة غريبة.
هذه الرواية تُقرأ للإثراء المعرفي، وللتأمل في فكرة العدالة الإلهية؛ فكم هي نعمة عظيمة أن يكون الحساب عند الله تعالى قائمًا على القلب والعمل، لا على المُلك والسلطة.
أما أوزوريس، فيظل إحدى شخصياتي المفضلة في الميثولوجيا المصرية، وأي قصة يكون محورها سأكون متحمسة لقراءتها.