عالم جديد شجاع

لا أريد الراحة .. أريد الرب , أريد الشعر, أريد خطراً حقيقياً , أريد الحرية , أريد الصلاح ,أريد الذنب
بهذا العالم الجديد الشجاع أبدأ قراءاتي لعام 2020 , وكان هذا من حسن حظي فعلاً ..
قبل أن أبدأ مراجعتي للرواية , رأيت أنه من الأفضل أن أوضّح عدة نقاط ..
أولاً , مصطلح الدستوبيا أو نقيض الدولة الفاضلة , هو مصطلح يمثل نوع الأدب المفضل عندي . الروايات الدستوبية تقوم على مجتمع سوداويّ يطغى فيه الظلم على العدالة والخير , هو نقيض اليوتوبيا أو مدينة أفلاطون الفاضلة التي يحيا الناس فيها بتناغم و هدوء تحت حكم الفلاسفة .
ثانياً..
في الآونة الأخيرة , انتشر استخدام هذا المصطلح لوصف عدة روايات من الأدب الحديث , والتي يغلب عليها طابع واحد , حكومة ظالمة , مراهق أو مراهقة يحارب ضدها بشجاعة و ينتصر , وعلى الرغم من أن هذا النوع من الروايات قد انتشر في الأونة الأخيرة كثيراً , إلّا أن معظم الكتب التي تناولته كانت ظالمة له بحد كبير , فما رأيته فيها كان نسخة مشوهة من الدستوبيا بمعناها الحقيقي .
ثالثاً ..
رواية عالم جديد شجاع رواية قديمة نسبياً , حاولت قراءتها أكثر من مرة باللغة الانجليزية ولم أستطع لقدم اللغة و غرابة مصطلحاتها , وهذا الذي دفعني لقراءة العمل باللغة العربية .


عالم جديد شجاع
تدور أحداث الراوية في عالم مختلف عن العالم التقليدي الذي نعيشه الآن .. في هذا العالم لم يعد البشر يولدون من أمهات بطريقة طبيعية , بل يصنعون داخل المختبرات وتحت إشراف فريق من العلماء و المختصين .. في هذا العالم , يعد لفظ أم , عائلة , حب أو زواج من المحرمات بل من الألفاظ المهينة البذيئة .. فلا يوجد شيء يسمى عائلة .. أما الحب والزواج فتعريفات لعلاقات محظورة .. ففي هذا العالم , الكل ينتمي للكل , لا يحق لأحد أن يمتلك أحدا للأبد , أو أن يمتلك أحداً لوحده .. والعلاقات بنيت لإشباع الغرائز لاأكثر ولا أقل .
يصنّع البشر في هذا العالم وفق ضوابط محددة , و يتم التحكم في الصفات و الجينات وكل ما يخص الفرد بناء على حاجة المجتمع .
في هذا المجتمع , لا توجد عواطف ولا أمراض ولا مشاعر , و إن حدث وشعر الفرد بأية مشاعر من حزن أو غضب أو غيره , فإنه ينصح بأخذ حبة السوما , التي تعمل على التحكم في هذه المشاعر فورا...



لقد أعادت لي قراءة هذا الكتاب الشعور الرائع الذي تعطيني إياه كتب الدستوبيا المكتوبة بإتقان , كروايات جورج أورويل .. شعرت بعد أن أتممته أنني راضية عن بداية قراءاتي للعام .. و شعرت بألف سؤال و سؤال يخيم على عقلي .

رواية عبقرية مخيفة أعلم أنني سأعود لقراءتها مراراً ...

أنصح بها جـــــــــــــــداً !