Ratings1
Average rating5
ليس هذا الكتابُ الصغيرُ بِأكثرَ مِن اسمِهِ – رَمل وزَبَد – حفنة من الرَّمل وقّبضة من الزبَد.وبِالرغم ممّا ألقيتُ بين حباته وحبّات قلبي، وبالرغم عمّا سكَبتُ على زَبَدِه من عُصارة روحي، فهو الآن وسيبقى أبدًا، أقربَ إلى الشاطِئ مِنه إلى البحر، وأدنى إلى الشَّوق المحدودِ مِنه إلى اللِّقاء الذي لا يحدّه البيان.بين جانِحَي كلِّ رجُل وكلِّ امرأةٍ قليلٌ من الرمل وقليلٌ من الزبد. ولكن بعضَنا يُبيِّن ما بين جانحَيه وبعضَنا يخجل. أمّا أنا فَلم أخجل. فَاعذُروني وسامِحوني.جبران خليل جبراننيويورك في كانون الأوّل 1926(نقله من الإنكليزيّة الأرشمندريت أنطونيوس بشير)
Reviews with the most likes.
عندما أتذكر بداياتي مع القراءة, أتذكر ذلك اليوم الذي دخلت فيه مكتبة المدرسة, و وقعت بحب الكتب و رائحة الكتب ووجود تلك الكتب الكثيرة حولي. أتذكر أنني وقتها لم أعلم من أين أبدأ, فلم تكن معظم مصادر المعرفة الحديثة متوفرة لي آنذاك. كتب جل ما علمته وقتها كان أنني أردت أن أقرأ.
عندما وقعت يديّ على كتاب صغير اسمه رمل وزبد, وقرأت اسم الكاتب عليه, بدا اسمه مألوفاً, لا أدري فعلاً أين رأيت اسمه من قبل, و لكن اسم جبران خليل جبران جذبني على الفور . فتحت الكتاب و رأيت أنه مكتوب على شكل مقاطع صغيرة ,لا شعرية ولا نثرية, شيء بين الاثين, لغة نثرية باحساس شعر عذب.
قررت وقتها أنه الكتاب المناسب, استعرته و بدأت رحتلي في القراءة.
إن هذه المراجعة هي ليست لمراجعة الكتاب بذاته , بل هي عربون شكر و محبة و امتنان للانسان جبران. الشاعر والكاتب و الفنان الذي لمس روحي من أول كتاب , و استمر بفعل ذلك في كتبه التي قرأتها (جميعها تقريا). الكاتب الذي جعلني أقع في حب الكتب, والذي كلما أعدت قراءة كتبه, أحسست أنني أزور صديقاً قديماً.
كتب أحمل معي قلم تخطيط أثناء قراءتي للكتاب, أردت أن أجمع كل الاقتباسات التي تعجبني, و لكنني لم أستطع حصرها, فكلها خاطبت روحي بطريقة أو بأخرى, و الإحساس الذي أحسسته أثناء قراءتي الثانية, لا يختلف كثيراً عن قراءتي الأولى في ذاك اليوم في مكتبة المدرسة.
وأخيراً, اقتنيت هذه النسخة أثناء وجودي في سور الأزبكية في القاهرة الحبيبة. بحثت عنها قديمة, ذات صفحات مهترئة لأنها تمثل صورة الكتاب في خيالي. كتاب قديم عزيز كان و سيبقى من أحب الكتب إلى قلبي.
________________