رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان

3.5أشعر أنني سأهاجَم لمجرد أني قرأت هذا الكتاب , فالظروف المحيطة بنشره جعلته من الكتب المثيرة للجدل جداً . حيث هوجمت غادة السمان لنشرها رسائل غسان كنفاني الذي يعتبر رمزاً للثورة و الوطنية , فلم يحتمل محبوه الصورة التي ظهر بها غسان في رسائلة لغادة .. صورة الرجل المحب المشتاق الضعيف نوعاً ما . و كأن الثوار و الأبطال محرّم عليهم الحب .رسائل غسان كنفاني ككتاب كان جيداً جداً , فكلماته عذبة و حقيقية . ما كان ينقص الكتاب فقط هو رسائل غادة نفسها التي للآن لم يعثر عليها و لم تنشر في كتاب , فلو اجتمعت رسائها مع رسائله لكان الكتاب أجمل ولكانت صورة علاقتهما أوضح. أما الكتاب في الصورة الحالية , كان ناقصاً . كان جزءاً فقط من الحقيقة .مما أعجبني : أنني أعود إليك مثلما يعود اليتيم إلى ملجئه الوحيد , و سأظل أعود -إنني أشتهيك و لا أستحي لأنك صرت الشيء الوحيد الذي أخفق له.-إنني أريدك و أحبك وأشتهيك و أحترمك و أقدس حرفك ..ولست أقبل تلوين ذلك بأي طلاء أو وضعه في صيغ التحفظ.-لا . ليس ثمة إلا أنت , إلى أبدي و أبدك و أبدهم جميعاً - أنت بعد , لا تريدين أخذي , تخافين مني أو من نفسك أو من الناس أو من المستقبل لست أدري و لايعنيني . ما يعنيني أنك لا تريدين أخذي , و أن أصابعك قريبة مني , تحوطني من كل جانب , كأصابع طفل صغير حول نحلة ملونة : تريدها و تخشاها و لا تطلقها ولا تمسكها و لكنها تنبض معها - .في النهاية , استمتعت جداً بقراءة الكتاب , و أستطيع القول أنني أنصح به , بغض النظر عن ظروف نشره كما ذكرت .