Ratings4
Average rating3.5
A poor Cairo father represents God and his sons, Jesus, Mohammed and other profits (from Christian Science Monitor 9/06/2006)
Reviews with the most likes.
القوة عند الضرورة..والحب في جميع الأحوال
إن من قوّة الأدب أن يمسك الكاتب ورقة و قلماً, ويبدأ بكتابة قصة من مخيلته مستعيناً أو مستخدماً بعض الرموز الموجودة في مخزونه العلمي و الديني, وإذ بتلك الكلمات تتسبب في تعرضه لمحاولة اغتيالٍ وتكفيرٍ وتدخل لكبار دولته في محاولة لفهم ماكتب.
نجيب محفوظ, كتب عن حارة الجبلاوي, التي سميّت تيمناً بالجبلاوي, الجد الكبير و معمّر الحارة الأول. وكتب عن جيل بعد جيل يأتي فيعمّر هذه الحارة وتكون له حياته بما فيها من مشاكل وتحدّيات وتغيّرات.
من التهم التي وجهت لنجيب محفوظ على ضوء هذه الرواية, الإساءة للأنبياء عليهم السلام و لله عز وجل, فالقارئ لهذه الرواية, لن يخفى عليه أن كل شخصية وكل فصل يحاكي قصة من قصص الأنبياء, موسى و عيسى و محمد عليهم السلام جميعا. وعند سؤال نجيب محفوظ عن هذا التشابه, أجاب بأن المشكلة في قراءة القراء للرواية و ليس في كتابته هو, الأمر الذي أعتبره نوعاً ما غريباً و ساذجاً , ففي كل فصل, يتم تعريف شخصية جديدة, تشبه في تفاصيل حياتها و في شخصيتها واحداً من الأنبياء الذين ذكرتهم, وأن يطلب من القارئ أن يقرأ الرواية بغض النظر عن هذا التشابه هو طلب غير منطقي بالنسبية الي.
لم تكن عندي مشكلة مع حكايات الأنبياء, بالعكس فقد وجدت في الرواية إبداعاً شديدا في استخدام الرموز الدينية في عملٍ أدبي, خاصةً أن الشخصيات هذه لم تكن سوى أبطال أرادو تغيير حارة الجبلاوي إلى الأفضل, فلم يكن هناك أي إساءة في ذلك.
مشكلتي الوحيدة مع هذه الرواية, هي شخصية الجبلاوي, الجد الكبير الذي اعتزل الحارة و لم يره بشر منذ عصور, هذا الجد الذي لو ظهر لحلّت جميع مشاكل الحارة ولتغيّر حال الناس للأحسن, فلماذا لا يظهر؟ لا أدري ما الذي أراده نجيب محفوظ من وضع شخصية بهذه الصفات التي تحاكي الذات الإلهية في روايته, بل و تكرار نفس الأسئلة زمناً بعد زمن.. أين الجبلاوي؟ ولماذا لا يظهر و يريح الحارة من الظلم الواقع على أهلها؟
كان هذا العمل الأول الذي أقرؤه لنجيب محفوظ , و بالتأكيد لن يكون العمل الأخير.
تقييمي الفعلي: 3.5